في فيلم “إلفيس الأحمر: راعي البقر في الحرب الباردة”، نتعرف على قصة دين ريد، المغني والممثل والناشط السياسي الأمريكي الذي اكتسب شهرة واسعة في دول الكتلة الشرقية خلال فترة الحرب الباردة. الفيلم الوثائقي يسلط الضوء على حياة ريد غير التقليدية، وكيف تحول من نجم صاعد في أمريكا إلى رمز ثقافي في الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية.
دين ريد، الذي ولد في دنفر، كولورادو، بدأ مسيرته الفنية في أواخر الخمسينيات، وسرعان ما حقق بعض النجاح في الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم يجد الشهرة التي كان يطمح إليها، فقرر السفر إلى أمريكا اللاتينية في عام 1961. هناك، اكتشف شغفه بالسياسة وانخرط في الحركات اليسارية المناهضة للإمبريالية الأمريكية.
في الستينيات، انتقل ريد إلى أوروبا، حيث استقر في إيطاليا ثم في ألمانيا الشرقية. في الشرق، وجد ريد الترحيب والشهرة التي لم يحظ بها في وطنه. أصبح نجمًا محبوبًا، حيث ملأت حفلاته الملاعب وأغانيه تصدرت القوائم. كان ريد يغني عن السلام والعدالة الاجتماعية، وينتقد الرأسمالية والإمبريالية الأمريكية، مما جعله بطلاً في نظر الكثيرين في الكتلة الشرقية.
لكن حياة ريد لم تكن خالية من الجدل. فقد تعرض لانتقادات من قبل البعض في الغرب الذين اتهموه بالترويج للدعاية الشيوعية. ومع ذلك، دافع ريد عن مواقفه، مؤكدًا أنه كان يسعى فقط إلى عالم أفضل وأكثر عدلاً.
في عام 1986، عُثر على دين ريد ميتًا في بحيرة بالقرب من منزله في برلين الشرقية. أثارت وفاته المفاجئة العديد من التساؤلات ونظريات المؤامرة. البعض يعتقد أنه انتحر، بينما يرى آخرون أنه قُتل بسبب آرائه السياسية.
فيلم “إلفيس الأحمر: راعي البقر في الحرب الباردة” لا يقدم إجابات قاطعة حول سبب وفاة ريد، لكنه يرسم صورة معقدة لشخصية مثيرة للجدل. إنه فيلم عن الشهرة والسياسة والهوية، وعن كيف يمكن للأيديولوجيات أن تشكل حياة الفرد ومصيره. الفيلم يعرض مقابلات مع أشخاص عرفوا ريد عن كثب، بما في ذلك أفراد من عائلته وأصدقائه وزملائه، بالإضافة إلى لقطات أرشيفية نادرة من حفلاته ومقابلاته.
الفيلم يثير أسئلة مهمة حول دور الفنان في المجتمع، وحول مسؤولية الفرد تجاه القضايا السياسية. هل كان دين ريد مجرد أداة في يد النظام الشيوعي، أم كان مناضلاً حقيقياً من أجل السلام والعدالة؟ الفيلم يترك للمشاهد حرية الحكم على هذه الشخصية المعقدة والمثيرة للجدل.
“إلفيس الأحمر: راعي البقر في الحرب الباردة” هو فيلم وثائقي يستحق المشاهدة، فهو يقدم نظرة فريدة على فترة الحرب الباردة من خلال عيون نجم أمريكي اختار أن يعيش و يعمل في الجانب الآخر من الستار الحديدي. الفيلم متوفر على Turkcima.com.