فيلم “مرحباً اسمي جاسي” يقدم دراسة شخصية مثيرة لواحد من أكثر القتلة المتسلسلين شهرة في التاريخ الأمريكي، جون جاسي. الفيلم لا يركز على جرائمه البشعة بقدر ما يركز على حالته النفسية في لحظاته الأخيرة قبل الإعدام. بعد 14 عاماً قضاها في انتظار تنفيذ حكم الإعدام، يجد جاسي نفسه وجهاً لوجه مع الموت، ويحاول جاهداً تبرير أفعاله أو إنكارها.
الفيلم يعتمد على أداء الممثل الذي يجسد شخصية جاسي، حيث ينقل لنا الصراع الداخلي الذي يعيشه القاتل بين الاعتراف والإنكار، بين الندم والتبرير. المشاهد تتسم بالتوتر الشديد، حيث نرى جاسي وهو يحاول استعراض حججه والدفاع عن نفسه، حتى وهو على بعد لحظات من الموت.
الفيلم يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية حول عقوبة الإعدام، وحول ما إذا كان من حق الدولة أن تسلب حياة شخص حتى لو كان قد ارتكب جرائم بشعة. كما يطرح الفيلم أسئلة حول طبيعة الشر، وحول الأسباب التي تدفع شخصاً ما إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم. هل هو خلل نفسي، أم نتيجة لظروف اجتماعية قاسية، أم مجرد اختيار واعٍ؟
“مرحباً اسمي جاسي” ليس مجرد فيلم عن قاتل متسلسل، بل هو فيلم عن الطبيعة البشرية، وعن الصراع الأزلي بين الخير والشر. إنه فيلم يجبر المشاهد على التفكير في قضايا معقدة ومؤلمة، ويترك لديه شعوراً بالضيق وعدم الارتياح. الفيلم لا يقدم إجابات سهلة، بل يترك المشاهد في حيرة من أمره، وهذا هو ما يجعله فيلماً مؤثراً وذا قيمة فنية عالية.
الفيلم يعتمد على سيناريو محكم وحوارات قوية، وعلى إخراج متقن يركز على التفاصيل الصغيرة التي تعكس الحالة النفسية للشخصيات. كما يتميز الفيلم بتصوير سينمائي رائع يعزز من أجواء التوتر والقلق.
“مرحباً اسمي جاسي” هو فيلم لا يُنسى، فيلم سيظل عالقاً في ذهن المشاهد لفترة طويلة بعد مشاهدته. إنه فيلم يستحق المشاهدة والتأمل، فيلم يدعونا إلى التفكير في طبيعة الشر وفي معنى العدالة.