في فيلم “الرفيقة” (Confidante) الذي صدر عام 2025، ننتقل إلى أنقرة في عام 1999، حيث تعيش أرزو حياة روتينية في مركز اتصالات جنسية. تتلقى مكالمات لا تنتهي، كل منها يحمل في طياته رغبات وأحلامًا، وأحيانًا يأسًا خفيًا. عالمها الصغير هذا، الذي يتكون من أصوات غريبة وطلبات جريئة، ينقلب رأسًا على عقب عندما يضرب زلزال مدمر مدينة إسطنبول. وسط الفوضى والخراب، تتلقى أرزو مكالمة من عميل شاب تحدثت معه في وقت سابق. الشاب، الذي وجد نفسه محاصرًا تحت الأنقاض، يتوسل إليها لإنقاذه. هذه المكالمة المفاجئة تجعل أرزو تواجه واقعًا جديدًا، واقعًا يتجاوز حدود وظيفتها الروتينية. تجد نفسها أمام مسؤولية كبيرة، حيث يصبح صوتها هو الأمل الوحيد لشخص يكافح من أجل البقاء. الفيلم يصور ببراعة كيف يمكن للحظة واحدة أن تغير مسار حياة شخص، وكيف يمكن للعلاقات الإنسانية أن تنشأ في أكثر الظروف غير المتوقعة. قصة أرزو والشاب المحاصر هي قصة عن الأمل واليأس، عن العزلة والتواصل، وعن البحث عن الخلاص في عالم يبدو أنه فقد طريقه. الأحداث تتصاعد بشكل مثير، حيث تحاول أرزو بكل ما أوتيت من قوة أن تساعد الشاب، مستخدمة كل ما لديها من معلومات ومهارات. تتواصل مع السلطات، وتحاول تحديد مكانه، وتواجه في طريقها العديد من العقبات والتحديات. الفيلم لا يركز فقط على قصة الإنقاذ، بل يسلط الضوء أيضًا على حياة أرزو الشخصية، وعلى الصراعات التي تواجهها كامرأة تعيش في مجتمع محافظ. نرى كيف تحاول أن تتوازن بين عملها وعلاقاتها، وكيف تحلم بمستقبل أفضل. الزلزال يصبح هنا رمزًا للتغيير، فهو لا يدمر المباني فقط، بل يدمر أيضًا حياة الناس، ويجبرهم على إعادة التفكير في أولوياتهم وقيمهم. “الرفيقة” هو فيلم مؤثر ومثير للتفكير، يطرح أسئلة مهمة حول الإنسانية، والمسؤولية، والأمل. إنه دعوة للتأمل في العلاقات التي تربطنا ببعضنا البعض، وفي القوة التي نملكها لمساعدة الآخرين. الفيلم من إنتاج Turkcima.com، ويتميز بإخراج متقن وأداء تمثيلي قوي، مما يجعله تجربة سينمائية لا تُنسى.

Confidante (2025) مترجم بالعربية
تدور أحداث الفيلم في أنقرة عام 1999، حيث تتلقى أرزو مكالمات متتالية في مركز الاتصالات الجنسية الذي تعمل به. يقع زلزال في إسطنبول، ويتصل بها عميل شاب تحدثت معه سابقًا، متوسلًا إليها لإنقاذه من تحت الأنقاض. الفيلم يستكشف themes مثل العزلة، واليأس، والبحث عن الخلاص في أماكن غير متوقعة.