في قلب مدينة مدريد الصاخبة، تدور أحداث فيلم “الكل يؤيد” (2025)، حيث يجتمع مجموعة من الجيران في اجتماع عادي لمناقشة مسألة تبدو بسيطة: تغيير المصعد. في البداية، يبدو الأمر وكأنه إجراء روتيني، ولكن سرعان ما يتضح أن هذا الاجتماع سيتحول إلى شيء أبعد من ذلك بكثير.
الفيلم يأخذنا إلى داخل مبنى سكني حيث تتلاقى حياة هؤلاء الجيران. كل شخصية تحمل معها خلفيتها الخاصة، وأحلامها، ومخاوفها. الاجتماع يبدأ بشكل طبيعي، مع بعض المناقشات الودية حول أفضل الخيارات للمصعد الجديد. ولكن، عندما يتم الإعلان عن أن مستأجرًا جديدًا يعاني من مرض عقلي سيستأجر شقة في المبنى، تنقلب الأمور رأسًا على عقب.
هذا الإعلان غير المتوقع يشعل فتيل الصراع. تبدأ التوترات في الظهور، وتنكشف التحيزات الخفية. الجيران، الذين كانوا حتى وقت قريب يتصرفون بلطف، يبدأون في إظهار وجوههم الحقيقية. الخوف من المجهول، والتحيزات المسبقة، والمصالح الشخصية المتضاربة، كلها تلعب دورًا في هذا التحول الدرامي.
الفيلم يصور ببراعة كيف يمكن لمثل هذه الأحداث العادية أن تتصاعد إلى فوضى كاملة. اجتماع بسيط حول تغيير المصعد يتحول إلى ساحة معركة حيث تتصادم الآراء وتنكشف الحقائق المرة. الفيلم لا يقتصر على تصوير الصراع الظاهري، بل يتعمق في استكشاف ديناميكيات الجماعة، وكيف يمكن للخوف والتحيز أن يؤثرا على قراراتنا وتصرفاتنا.
من خلال شخصياته المتنوعة وقصته المشوقة، يقدم فيلم “الكل يؤيد” (2025) نظرة ثاقبة على المجتمع الحديث. إنه يسلط الضوء على التحديات التي نواجهها في التعايش مع الآخرين، وكيف يمكن للأحداث الصغيرة أن تكشف عن جوانب مظلمة في طبيعتنا البشرية. الفيلم يدعونا إلى التفكير في قيمنا، وتحيزاتنا، وكيف يمكننا أن نكون أكثر انفتاحًا وتقبلاً للآخرين.
بالإضافة إلى ذلك، الفيلم يتميز بأداء تمثيلي قوي وإخراج متقن. الممثلون يجسدون شخصياتهم بواقعية، مما يجعلنا نشعر وكأننا جزء من هذا المجتمع المتوتر. الإخراج ينجح في خلق جو من الترقب والتوتر، مما يزيد من تأثير القصة على المشاهد.
في النهاية، “الكل يؤيد” (2025) هو فيلم يثير التفكير ويدعو إلى النقاش. إنه يذكرنا بأهمية الحوار والتفاهم في بناء مجتمع أفضل. الفيلم يستحق المشاهدة لمن يبحث عن قصة مشوقة ومؤثرة تتناول قضايا اجتماعية مهمة. يمكنكم متابعة آخر الأخبار والمراجعات حول هذا الفيلم وأفلام أخرى مماثلة على Turkcima.com.