في قلب مدينة مومباي الصاخبة، خلال فترة التسعينيات التي شهدت ازدهارًا وتغيرات جذرية، تدور أحداث مسلسل “First Copy” (النسخة الأولى). قصة المسلسل ليست مجرد دراما عائلية أو قصة حب، بل هي رحلة صعود وهبوط، قصة عن الطموح، والخيانة، والبحث عن الهوية في عالم مليء بالظلم والاستغلال. يتبع المسلسل شابًا يواجه صعوبات جمة في بداية حياته المهنية، ويجد نفسه في موقف صعب للغاية. بعد سلسلة من الإهانات والتحامل في بيئة العمل، يقرر هذا الشاب أن يلجأ إلى طريق غير تقليدي، طريق القرصنة.
تبدأ الأحداث عندما ينضم الشاب إلى شركة إنتاج أفلام مرموقة، لكن سرعان ما يكتشف أن الواقع مختلف تمامًا عما كان يتخيله. يواجه التمييز والتحامل من زملائه ورؤسائه، مما يدفعه إلى اتخاذ قرار جريء وغير قانوني. يبدأ في نسخ الأفلام من أشرطة الفيديو، ويبيعها بأسعار مخفضة، ويوسع نطاق عمله تدريجيًا. يصبح هذا الشاب، الذي كان في البداية مجرد شاب مكافح، زعيمًا لشبكة قرصنة واسعة النطاق.
لكن هذه العملية غير القانونية لا تمر دون عقبات. يظهر على المشهد شرطي متمرس وعازم على كشف هوية هذا الشاب ومحاسبته على أفعاله. الشرطي، الذي يمثل رمزًا للقانون والعدالة، يتبع كل بصمة، ويجمع الأدلة، ويحاول إيقاف شبكة القرصنة قبل أن تتوسع بشكل أكبر. تتصاعد حدة الصراع بين الشاب وشرطيته، وتتحول الأحداث إلى سباق محموم بين الجريمة والشرطة.
المسلسل ليس مجرد قصة عن القرصنة، بل هو أيضًا استكشاف للطبقات الاجتماعية في مومباي في تلك الفترة. يظهر المسلسل كيف يعاني الكثير من الشباب من الفقر والبطالة، وكيف يلجأون إلى طرق غير قانونية لتحقيق النجاح. كما يسلط الضوء على الفساد المستشري في بعض المؤسسات، وكيف يستغل البعض الآخر معاناة الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية.
“First Copy” هو مسلسل مثير ومليء بالتشويق، يقدم لنا نظرة عميقة على المجتمع الهندي في فترة زمنية محددة. يجمع المسلسل بين عناصر الدراما والإثارة، ويقدم لنا شخصيات معقدة ومتعددة الأبعاد. إنه مسلسل يستحق المشاهدة، ليس فقط لمحبو الدراما الهندية، بل أيضًا لأي شخص مهتم بالقصص التي تتناول قضايا اجتماعية وسياسية معاصرة. يترك المسلسل في ذهن المشاهد أسئلة مهمة حول العدالة، والظلم، والطموح، وهل يمكن تحقيق النجاح من خلال الطرق القانونية فقط؟
